قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن كل التنظيمات السرية التي تعتمد على المنهج السري هي في جملتها ضد الدين والوطن، متسائلا: “لو لم يكن تلك التنظيمات ضد الدين والوطن لماذا تجنح إلى السرية؟”.
وأضاف الدكتور محمد مختار جمعة،- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش زيارته للخرطوم اليوم الأحد – أن التنظيمات السرية خطر على الدين لأنها شوهت صورته، وخطر على الدولة لأن أصحاب التوجهات الوطنية ليس لديهم ما يخفونه، لافتا إلى أن أصحاب الدعوات الصحيحة لديهم وجه واحد معلن ولا يتخفون، وأصحاب الرسالة الوطنية ليس لهم أجندات خارجية ولا أيديولوجية، فظاهرهم مثل باطنهم.
وقال وزير الأوقاف إن كل ما يقوي الدولة ويدعمها ويُرسخ التعايش بين الناس، هو من صميم الأديان، وكل ما يؤدي إلى الهدم والتخريب والفساد والإفساد لا علاقة له بالأديان، فكل من يدعو إلى صالح الناس والدولة والبناء والتعمير هو من صميم الدين، وكل من يدعو إلى التفجير والتخريب والهدم لا علاقة له بالدين.
وشارك وزير الأوقاف، في مؤتمر “الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر”، الذي عُقد على مدى يومين واُختتم في الخرطوم اليوم، تحت رعاية النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، وإشراف وزير الأوقاف السوداني نصر الدين مفرح، وحظيت مشاركة الدكتور محمد مختار جمعة في المؤتمر، بإشادات كبار المسئولين السودانيين.
وهنأ وزير الأوقاف، السودان بنجاح المؤتمر، وبرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث سيفتح هذا الأمر مجالا واسعا للسودان في علاقاته الدولية.
وأعرب جمعه عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر المهم، حيث أن المناقشات التي دارت في جلساته، تؤكد أن مصر والسودان يسيران معا على طريق واحد، وهو إعمال العقل في فهم النص، والإيمان بالتنوع، وحق الآخر في الاختلاف، وإعلاء قيمة الوطن والمواطنة، مشددا على ضرورة إعلاء قيمة المواطنة والتعامل على أرضية وطنية مشتركة.
وأوضح أننا نحتاج أن يصل هذا الصوت إلى العالم، لكي يعي أن رسالة الإسلام هي السلام، معربا عن أسفه لأن بعض الجماعات المتطرفة شوهت صورة الإسلام وجعلت الآخرين ينظرون إلينا نظرة ارتياب، ولذلك نحتاج إلى جهود كبيرة في الداخل والخارج، للوصول بصوت الإسلام الحقيقي الوسطي إلى العالم كله.
وأشار إلى أنه لهذا السبب أنشأت وزارة الأوقاف 23 صفحة إلكترونية بـ 23 لغة أجنبية نخاطب من خلالها العالم بلغته، كما تتوسع الوزارة في حركة الترجمة.
وقال وزير الأوقاف إنه تم الاتفاق مع المسئولين في السودان، على توسيع التعاون في هذا الاتجاه التجديدي، وفي أن يتحول الوعي من ثقافة النخبة إلى ثقافة شعبية ويخرج من دائرة الأكاديمية إلى الشارع، كي لا نترك أطفالنا للوقوع في أيدي الجماعات المتطرفة.
وأوضح أنه يجري التنسيق مع وزارة الأوقاف في السودان، لاستضافة الأئمة السودانيين المتميزين، وتنظيم دورات تدريبية مكثفة لهم في مصر، في إطار التعاون المتبادل بين البلدين.
وأعرب وزير الاوقاف عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة تعاونا كبيراً، سواء في تبادل الإصدارات العلمية أو في تدريب الأئمة والواعظات، منوها بتجربة وزارة الأوقاف القوية في مجال عمل المرأة كواعظة، وهى التجربة التي تم بحثها مع وزير الأوقاف السوداني الشيخ نصر الدين مفرح.