أقصى ما يمكن الإستفادة منه في عصر السماوات المفتوحة، وفضاءات العالم الإفتراضي، هو بث مواد تربوية وتثقيفية بناءة، نفسح من خلالها المجال لأصحاب الفكر والقلم، ليتدارسوا فيما بينهم، مآلات الظواهر الغريبة عن المجتمع، وايجاد معالجات واقعية لها.
المواد المتداولة مؤخرًا بقصد الإساءة الى الرسول الأعظم والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، في الداخل والخارج مقلقة للغاية، وتحتاج الى حلول موضوعية عاجلة، يأتي في مقدمتها الكف عن تداولها، واتخاذ ما يلزم نحوها من إجراءات قانونية صارمة.
المثير للدهشة أن بعض المغيبين فكريًا، يعتقدون أن الشهرة يمكن اكتسابها كلما سنحت الفرصة للخوض في مقدسات الأمم وعقائدها السامية، دون النظر الى حجم الهوة السحيقة بين تحقيق مئآربهم، وبين ما يلاقوه من ردة فعل قد لا تحمد عقباها في الحاضر والمستقبل.
ومما لاشك فيه، أن دور العبادة الإسلامية والمسيحية، والمؤسسات التعليمية التربوية، معنية في المقام الأول بمعالجة تلك القضايا الشائكة، دون أن نغفل دور الأسرة في تربية أبنائها وتقويم إعوجاج سلوكهم.
الدولة وحدها لا تتحمل تبعات إنفلات أخلاقي غير المبرر، وإنحطاط أصبح واقعًا تنبذه المجتمعات المعتدلة، التي بقيت قابضة على جمر موروثها الحميد، نائية بنفسها عن الإنخراط في كل ما تصدره الثقافات الأخرى غير المنضبطة سلوكيًا وعقائديًا.
الأمة المصرية، التي نجت من مخاض عسير، طالت مدته لأكثر من ثلاثة عقود، تستطيع أن ترعى طفل محبتها البكر، وأن تصونه وتفديه بكل ما تملك، كي تحفظه بعيدًا عن فتنة طائفية سبقت معالجتها مرات ومرات.
دورنا أن نفوت الفرصة عن كل من تسول له نفسه العبث بالمقدسات الدينية ورموز العقيدة، وأن نجفف منابع الفكر المتطرف، حتى يتثنى لنا المضي قدما في بناء الدولة المصرية الحديثة، وتحقيق تنمية شاملة للفرد والمجتمع.
التاريخ لا يرحم من تغافل عن دوره في نصرة دينه وعقيدته، كما أنه لا يغفر خطيئة زعزعة الأوطان وتكدير سلمها المجتمعي، بيد أنه في الوقت نفسه، يرفع درجات العقلاء، ويعلي سيرتهم الذكية، ويسجل سعيهم المشكور بحروف من نور.
اللهم انا نبرأ اليك من كل ما مس رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة المباركة، ونشهدك بأننا آمنا بجميع رسلك مثلما آمنا به، لا نفرق بين أحد منهم، غفرانك ربنا واليك المصير.
قال تعالى:
«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ»
صدق الله العظيم