عرفت أدبيات الفلكلور منذ زمن بعيد أسطورة من الأساطير الريفية المصرية، حيث يزعم الفلاحون أن امرأة جميلة جدا وغريبة تظهر في الليالي الظلماء في الحقول، تنادي باسم شخص معين فتسحر هذا الشخص الذي يتبع النداء إلى أن يصل إليها ثم يجدونه ميتا في اليوم التالي.
وسميت هذه المرأة ب ( النداهة ) واضحت رمزا للخداع حتى السقوط في غياهب المتاهه.
ويبدو أنه أصبح بما لا يدع مجالا للشك أن هناك (نداهة ) في منطقة الشرق الأوسط تتمثل في الكيان الصهيوني يتحرك لجذب الدول العربية واحدة تلو الأخرى للوقوع في شرك يسمى ( التطبيع ) ..
وما نشهده من تهافت عربي خليجي على الاندفاع إلى أحضان النداهة يؤكد أن الأمة العربية باتت تعيش في غيبوبة عميقة تعكسها تصرفات غير منطقية من الجانب العربي في مقابل خطة مبرمجة من الجانب الآخر تستهدف :
اولا .. التسلل تحت دعاوى التعاون الاقتصادي والتكنولوجي من جانب إسرائيل إلى داخل الدول العربية غير المتماسة مع فلسطين المحتلة وتحديدا دول مجلس التعاون
الخليجي .
ثانيا : بعد فشل التطبيع الشعبي مع مصر لاكثر من أربعين عاما ارتأى الصهاينة البحث عن طريق آخر للتطبيع مع الأشقاء الخليجيين يختلف عن التطبيع مع المصريين الذي لم يجد أي صدى في الشارع المصري ولم ينجح في زوال الحاجز النفسي بين الجانبين منذ قيام مايسمى دولة إسرائيل عام 1948.
ثالثا.. إثبات بكل الطرق أن العلاقات مع إسرائيل ستحقق نتائج إيجابية لصالح شعوب الدول التي تطبع مع الكيان الإسرائيلي .
رابعا… الاجهاز على اي فرصة لاستعادة التضامن العربي بدليل وقوف جامعة الدول العربية عاجزة مكتوفة الأيدي أمام موجة التطبيع الجديدة .
خامسا .. تطبيق صفقة القرن التي طرحتها إدارة ترمب رغم انف العرب والتي تغض الطرف عن المشكلة الفلسطينية وطي صفحة الكفاح العربي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومحاولة دمج الشعب الفلسطيني في الشعوب المجاورة .
أن نداءات إسرائيل لكل دولة عربية على حدا لن تتوقف حتى تحقق نداهة الشرق الأوسط أهدافها في الهيمنة الكاملة على المقدرات العربية ومن ثم تعيد رسم خريطة العالم العربي من جديد وفق خطة تستنسخ إلى حد كبير اتفاقية ( سايكس – بيكو ) عام 1916 وتقوم على قواعد جديدة مستمدة من نظرية الشرق الأوسط الجديد!