كان العام المنصرم غريبا على الأصعدة كافة حيث شهد تصاعدا للأزمات الإنسانية في الشرق الأوسط ليبيا وسوريا والعراق واليمن وعاش لبنان كارثة تفجير مرفأ بيروت ليعقد حياة اللبنانيين أكثر واكثر ودوليا عاد الحزب الديموقراطي إلى حكم الولايات المتحدة بفوز جو بايدن على ترامب الذي سقط من أعلى نقطة غروره ولكن الكارثة الكوكبية التي أعطت عام 2020 خصوصية هي انتشار جائحة فيروس كوفيد 19 التي حصدت أكثر من مليون من ساكني كوكب الارض واصابت أكثر 80 مليون آخرين ولم تستثني أحدا بل كانت دول أوروبا والامريكتين الاكثر تأثرا بالوباء الذي بدأ مع نهاية عام 19 من الصين
وها نحن ندخل عاما جديدا يحدونا الامل والرجاء أن يكون افضل من سابقه وبنظرة استشرافية سريعة على العام 2021 نرى أن الجائحة مستمرة معنا وربما بشكل أكثر حده وكنت أتمنى أن تدار أزمة كورونا عالميا بقدرة وسلطات تتجاوز الأداء المتواضع لمنظمة الصحة العالمية التي أدت دورها في حدود إمكاناتها حيث كان من الملاحظ أن كل دولة أدارتها بنظرة أحادية الجانب رغم عالمية الجائحة ما جعل التسييس يؤثر على كثير من القرارات المتعلقة بالمرض.
وفي العام الجديد نتوقع أنه عند تولي الإدارة الديموقراطية الحكم في امريكا أن تصطدم سياساتها بالاوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط وستعود إلى ذاكرة العقل والفكر العربي ماحدث في ثورات الربيع العربي والصدام مع نظرية الفوضى الخلاقة ما يجعلني أؤكد أن الازمات العربية ستستمر طالما استمرت الأطماع وتعمقت نفوذ الأطراف الدولية والإقليمية فيها .
ولكن سيعود شهر العسل إلى العلاقات الأوروبية الأمريكية وهناك احتمال تفاهم على نحو ما مع إيران ولكن على مستوى التعاون العربي سيظل مقيدا بعد تفشي مرض التطبيع مع إسرائيل ما سيؤدي إلى مزيد من تهميش النظام الإقليمي العربي المتمثل في جامعة الدول العربية. على مستوى مصر ستسير الدولة – هكذا اتوقع – بشكل متوازن في اتجاه الاستفادة من ارتفاع مؤشر النمو الاقتصادي الذي تم العام 20 إلى تفعيل مؤشرات التنمية المستدامة حتى يشعر المواطن العادي بثمار الإصلاح الاقتصادي . وأخيرا توقعي أن الإعلام المصري سيبقى على حاله في العام الجديد لا ينظر سوى إلى موقع أقدامه الا إذا أدرك صانعو السياسات الإعلامية أن الإعلام خاصة إعلام الدولة أمن قومي والمبللور لوجدان ووعي أمة .
كل عام وانتم بخير