فى دراسة لعدد من الباحثين بكلية الهندسة جامعة أسيوط وهم : أحمد كامل , أحمد محمود , علي جاد بعنوان ” نمذجة جودة مياه الشرب في شبكة توزيع المنشأة ” والتي تدرس سبل تحسين جودة المياه وذلك عن طريق الحفاظ علي قيمة مثلي من تركيز الكلور الحر التبقى بداخلها, وقد تمّ في هذا البحث الاستعانة بأحدث البرمجيات المعتمدة من وكالة البيئة الأمريكية لنمذجة شبكات المياه هيدروليكياً و كيميائياً .
و قامت هذه الدراسة بتتبع حركة المياه فى الشبكة ورصد ما يطرأ من تغيرات على تركيز الكلور بها , وتمّت الدراسة علي شبكة توزيع مياه شرب قائمة بمدينة المنشأة , حيث تخدم هذه الشبكة مدينة المنشأة بالإضافة إلي 14 قرية أخرى , كما تتضمن مصادر مياه متعددة ( سطحية وجوفية ) يتم فيها حقن الكلور في محطة مياه مدينة المنشأة بينما تدفع المياه الجوفية في الشبكة بدون حقن للكلور .
و قد قام الباحثون بقياس معامل تلاشى الكلور الحر المتبقي الطبيعي والآخر الذى على جدران المواسير معملياً وحقلياً وذلك عن طريق استخدام البيانات الحقلية المجمعة ونتائج التجارب المعملية معاً ومعايرتها رياضياً ، وقد وجدوا أنهما يتأثران بتركيز الكلور الأبتدائى وتم استنتاج معادلات رياضية تعبر عنهما . كما قام الباحثون بدراسة الشبكة من الناحية الهيدروليكية مع وضع فى الاعتبار التغير فى المعدل الأستهلاكى للمياه خلال ساعات اليوم ، والاختلاف فى معدل استهلاك الفرد فى المدينة عنه فى القرية والمصادر المختلفة للمياه والخصائص المختلفة للمواسير فى الشبكة.
هذا و توصّلت الدراسة إلي أنه لا تزال هناك مناطق متطرفة من شبكة المياه فى تلك المنطقة ينعدم فيها تركيز الكلور الحر المتبقي حتي مع زيادة تركيز الكلور المحقون , كما أن هذه الجرعة تعتبر كبيرة نسبياً ويزيد معها نواتج الكلور الثانوية الضارة بصحة الإنسان , ولذلك تم اقتراح طريقة جديدة تعتمد علي حقن الكلور عند مصادر التغذية المختلفة للشبكة , كما توصّلت الدراسة إلي جرعات الكلور التي يوصي بحقنها عند مصادر التغذية المختلفة للشبكة والتى يجب أن تتراوح بين 0,83 و 2,00 مللى جرام /لتر والكافية للحفاظ علي تركيز الكلور الحر المتبقي بقيمة أكبر من 0,30 مللى جرام / لتر فى أى جزء من الشبكة وفى خلال ساعات اليوم المختلفة .