علي هامش جذيثه حول عاصفة باسم يوسف كشف خبير الآثار الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أبو سمبل في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط ,أن الحكام أيام الفراعنة تعرضوا للانتقادات من الشعب المصرى القديم بأسلوب ساخر بالكلمة والصورة مؤكدا أن التعبير عن الرأي جزءا أصيلا من ثقافة المصريين القدماء حيث أن حرية التعبير لم تكن أبدا من اختراع الغرب والديكتاتورية والعبودية لم تكن دائما وصمة في الحكم بالشرق
وقال صالح فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط الاثنين “إن أبرز دليل على تعرض الفرعون للانتقادات الساخرة بردية “تورين” التى ترجع لعصر الدولة الحديثة ما بين القرن ال16 والقرن ال10 ق.م وهى على هيئة مناظر للملك بصورة قط يلعب مع فأر الذى يمثل الشعب لعبة “السنت” أو علي هيئة فأر يقود عربية حربية في معركة حربية موضحا أنها انتقادات بشكل مباشر عن الفرعون وتعكس الصراع الأزلي بين الحاكم والشعب
وأضاف أنه من بين تلك الدلائل أيضا سخرية المصريين من علاقة الملكة حتشبسوت بالمهندس سننموت بجبل الدير البحري, وبردية “ليدن” التى توضح كيف يخاطب أحد أفراد الشعب الفراعنة في عز مجدهم
وأكد صالح أن هناك أحداثا سجلها التاريخ تكشف ريادة المصريين فى حرية التعبير ومنها أحداث قرية العمال التي تقع خلف قرنة مرعي بحوالي 2 كم, حيث كانت هناك 8 أيام
خلال عام 1151 ق.م إلتهبت فيها الحياة في الضفة الغربية من طيبة عندما تأخرت رواتب العمال الذين كانوا يقومون بنحت مقابر الملوك في البر الغربي لعاصمة مصر طيبة (الأقصر) لافتا إلى أن تلك الواقعة تعد السابقة الأولي في العالم القديم والحديث والذي احتج فيه مجموعة من الناس علي دولتهم وتصادف أن كانوا عمالا
وأوضح انه خلال تلك الأيام والمظاهرات تركزت مطالب العمال في ثلاث مطالب أساسية وهي (صرف الأجور المتأخرة ومحاربة الفساد الذي تفشي بين رؤسائهم من سرقة وفساد خلقي. مشيرا إلى أن وسائلهم في التعبير عن مطالبهم تضمنت التجمع والتظاهر في أماكن العمل (المقبرة) والأماكن الدينية (معابد تحتمس الثالث الطريق الصاعد لمعبد منتوحتب الثالث معبد سيتي الأول معبد الرامسيوم معبد مرنبتاح) وفي أوقات النهار والإضراب والتوقف عن العمل والاعتصام نهارا بالإقامة في أماكن العمل أو المعابد
ولفت صالح إلى أن العمال لجأوا إلي طريقة فريدة في الاحتجاج وسبقوا العالم كله وهي التظاهر والاحتجاج بحمل المشاعل في صمت ليلا والمبيت في الأماكن المذكورة بالإضافة إلى أنهم قاموا بعرض المطالب في إفادة مكتوبة أو شفاهة فضلا عن وجود زعيم يقود المظاهرة مثل “بن انوكي” الذي عرض مطالب العمال واتهاماته للإدارة الفاسدة واستغلال زيارة المسئولين لعرض المطالب مثل تواجد الوزير في مهمة فتم عرض مشكلة العمال عليه
وذكر أن استجابة الحكومة لحركة العمال ظهرت في محاولة إيجاد حلول مؤقتة ومسكنة للعمال كصرف جزء من الأجور وذلك بسبب نفاذ مخزون الحبوب من الصوامع بعد أن وجهت الدولة كل جهودها ناحية المنشأت العامة والحروب الخارجية والاحتفالات المكلفة كحفل تتويج الملك رمسيس الثالث كما استخدمت الحكومة وسيلة الإقناع لإيقاف التظاهر أو الإضراب. مؤكدا أن الحكومة استخدمت أيضا وسيلة تهديد العمال بمحاكمتهم, موضحا أنه بالنسبة لتعاطف رئيس الشرطة منتومس مع الحركة العمالية فيبدو أنه أقيل من منصبه بعد أيام قليلة مع إبداء التعاطف مع العمال