” .هل ازعجك الاسم ؟ .. ربما ذلك فى البداية و لكنه ليس تصريحى الشخصى ، فلم اعتاد نطق كلمة وسخة مرة لاقولها مرتين و لكنه تصريح ممثلى عرض مسرحى يسمى اخر ايام ام دينا لفرقة ” حالة
لقد كانوا صرحاء منذ البداية فبمجرد دخولنا و اسكاتنا .. اصطفوا جميعا ليتقدم كل واحد منهم تلو الاخر ليخبرنا انهم اتوا بنا ذلك اليوم عشان يقولولنا حاجة وسخة.
و قد ياخذك التعبير فترى كلنا ام دينا كباقى سلسلة كلنا التى اعتدنا عليها تيمناً بابطالها.
ولكن بطلة هذا العرض ليست كذلك بل كانت بالفعل حكاية وسخة اخر حاجة.
و قبل ان نعود جميعا الى حالتنا الاولى -او بالاكثر – التى تعودنا عليها و هى الحاجة الوسخة دى .. قررت ان اكتب النوت دى.
ا
فبماذا ابدء ؟ .. ربما ابدء بعرض فكرتهم التى تعبر عن هذه الشخصية التى كانت تعمل فى الدعارة بعد ان توارثتها من ايام احمس و ورثتها الى عصرنا هذا .. و تبدء نشاطها منذ 1946 الى ايامنا هذه بل و دينا ذات نفسها تساندها فى عملها.
ربما بدئت الان تشعر بانها بالفعل حكاية وسخة .. حسنا لنستكمل حديثنا.
تعرض المسرحية مصاحبة تلك العاهرة للسلطة و للاعلام و مرشحى الرئاسة و الاتجاهات السياسية الكاذبة و كيف شكلوا نسيجا متجانس منسجم
و لذلك كان اسمها بالكامل اخر ايام ام دينا سى دبليو سى قناة الفلول يع
عرضت المسرحية جانب كبير من الاطراف الاخيرة بشكل غنائى تمثيلى لذيذ يشعرك بما فعلوه كل منهم بأم دينا .. بينما غابت ام دينا عن العرض و لاكون اكثر صدقا فقد غابت فقط عن خشبة العرض و لكنها كانت موجودة بالمسرح.
و اكتفى المخرج بقص حكايتها خلال الاحداث من خلال صوت ستارى يعبر عن كيف كانت ترى ام دينا البطولة و الفناء من اجل الاخر فى عملها و من بعدها دينا .. كيف ساندت الحروب و السياحة و الطلبة و غيرهم من خلال عملها
و خرجنا من العرض مستمتعين بتلك الكوميديا السياسية الرخيصة و كنا نتسال مين ياترا ام دينا
هذا ما ساله احمد و بادرته بالرد انا كمان نفسى اعرف مين ام دينا
و لكنى كنت اعرف و لكنى لم ارغب فى ان اصدق تلك الحقيقة او اعترف بها
فكما ذكرت كانت ام دينا بالمسرح نفسه .. ربما الان تذكرت ذلك العنوان الموجود فى البداية و سارعت فى نقل نظرك نحوه.
نعم كلنا ام دينا .. ام دينا كانت مصر .. كلمة قاسية اليست كذلك
ربما هذا ما دفعنى للهروب امس من تلك الحقيقة .. و لكنى قررت ان اوجهها و انت معى
لقد اكتمل النسيج الوطنى خلال الفترات السابقة من خلال تحالف السلطة و الاعلام و النخبة و التيارات و الاتجاهات و الاحزاب و .. احنا .. احنا مصر .. احنا الشعب .. احنا ام دينا
و كما فعلت السلطة بدعم الاخريين ما فعلته بأم دينا .. هكذا كانت تفعل بالشعب .. هكذا كانت تفعل بمصر
الغريب فى ذلك التشبية الرخيص انه يحوى كل ما سرنا عليه من توجهات .. فبعضنا وجد المتعة فيما تفعله السلطة من انتهاك و هتك له
و بعضنا راى ان تلك مهمة وطنية لاسناد من بيدهم الحكم و من يعرفون اكثر
و بعضنا كان بيقلب عيشه .. و بعضنا كان يدعم
هى دى حكيتنا الوسخة مع السلطة
و اعود بك للمسرحية فى لحظات هى الاشد الماً على الممثلين ، حين تخبرهم سى دبليو سى قناة الفلول بان ام دينا ماتت.
لقد ماتت ام دينا فى المسرحية .. كما ماتت يوم الثورة و لــــــــكنها اليوم تعود
(..)
ام دينا تعود فينا حين يقف بعض من متاجرى عفة اللسان كنبلاء بيننا و هم من باعوا عفة وطن بأبخس الاثمان
ام دينا تعود فينا عندما تنتقل خاصية “الكنترول” من يدك الممسكه “بالريموت” الى يده الممسكه بالمال
ام دينا تعود فينا حين تصبح صفحات الجرائد غير كافية لتستر عرى سلطة طرحت دولتنا على اسرة الخوف
ام ديما تعود بنا و تعود و تعود فينا0
ام دينا تعود فينا
ربما يظهر امامك الكثير و تتستر عليه و ترفض قبول تلك الحقائق .. ربما ترفض ان تقبل انك بالفعل تمارس ما تمارسه ام دينا
ربما تفضل ان تظل تتسأل ام دينا بتمثل مين .. و تبقى الحقيقة اننا كلنا يمكن ان نكون ام دينا بعد ان كنا خالد سعيد و سيد بلال و مينا دنيال و عصام عطا و علاء عبد الفتاح و غيرهم الكثيرين
هل ستعود الى ممارسة تلك الدعارة مع السلطة .. طب بذمتك مش حاجة وسخة
ملحوظة : هذه قراءة للاحداث من خيال الكاتب قد تكون ما كان مقصود من العرض و قد تكون لا .. ولا تعنى رؤية احد ممن قدموا المسرحية
ملحوظة أخرى : هذا المقال صاغه الكاتب منذ عامين , لكن ولتشابه الأحداث أو لنقل لتطابق الأحداث بين وقت كتابة هذا المقال ووقتنا هذا , فقد رأينا أنه من الواجب أن نعيد نشر هذا المقال للذكرى ولأولى الألباب .
أم دينا تعود فينا
الجزء المحذوف
“ام دينا تعود عندما تصبح فكرة الاستقرار هى فكرة العودة الى ذلك النسيج المتألف بالفساد و الدعارة الذى لا يغطى عرى و انما يتستر عليه
ام دينا تعود عندما تظن ان هناك عجلة ما تسمى بعجلة الانتاج يديرها بابا اوبح العجلاتى لاماخذة تاركا ام دينا على الفراش مع السلطة .. فذلك الانتاج لابد له من سياسات و مقومات يجب ان تبنى و تدعم اولا
ام دينا تعود عندما تجلس فى المنزل رافضاً ذلك الاعتراض او ذاك التظاهر قائلا فى نفسك يعنى ايه هيحصلنا مش هينبنا غير الفضيحة و لنجرب ان نظن ان عود الكبريت مولعش احسن من الفضيحة
ام دينا تعود عندما تعتبر نفسك احد بتوع الاتوبيس و اللى سايبهم هم يحلوها مع بعضهم و احنا هنسقف للفائز”